يركز بحث البروفيسورة تشيو مي فو على استخراج الحمض النووي من البقايا والرواسب البشرية القديمة، مما يوفر لنا لمحة رائعة عن التاريخ التطوري للسكان الأوروآسيويين (أروبا واسيا)، مع التركيز بشكل خاص على شرق آسيا. من خلال بناء خريطة جينية معقدة تمتد على مدى المئة عام الماضية، سلطت النتائج التي توصلت إليها الضوء على التنوع الفريد للسكان البشريين وتقدم افكار قيمة حول كيفية تشكيل أسلاف أسلافنا لتركيبنا الجيني وسماتنا التكيفية اليوم.
أحد الاكتشافات الرائعة التي قام بها فريق البروفيسورة تشيو مي تدور حول مجموعات سكانية مرتبطة بافراد من كهف تيانيوان. كانت هذه المجموعات منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء شرق آسيا قبل الذروة الجليدية الأخيرة، وهي فترة قبل حوالي 26500 إلى 19000 سنة ، ولكنها اختفت في نهاية هذا العصر وخلال هذا الوقت ظهرت أقدم المجموعات السكانية القديمة في شمال شرق آسيا، مصحوبة بطفرات في الجين المسؤول عن تطور أنسجة الجلد وترتبط هذه الطفرات بسمات مميزة ينفرد بها سكان شرق آسيا، مثل كثافة الشعر وارتفاع الغدد العرقية، بالإضافة الى انها تعكس تأثير الانتقاء الجيني في البيئات ذات الأشعة فوق البنفسجية المنخفضة منذ حوالي 14000 عام، وظل السكان في شمال شرق آسيا مستمرين نسبيا وأصبحوا المصدر الرئيسي والمدعوم لأصول شرق آسيا في الأمريكيين الأصليين.
تعمل حاليًا البروفيسورة تشيو مي كعالمة في علم الحفريات القديمة في معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، وتواصل البروفيسورة تشيو مي في كشف أسرار ماضينا القديم حيث إن أبحاثها الرائدة لا تعمق فهمنا للتاريخ البشري فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على النسيج المعقد لتراثنا الجيني.
البروفيسورة تشيو مي فو تستلم الجائزة